بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
قال النبي صلى الله عليه و آله : والذي بعثني بالحق نبيا إن إبليس إذا كان أول يوم من شعبان بث جنوده في أقطار الارض وآفاقها، يقول لهم: اجتهدوا في اجتذاب بعض عباد الله إليكم في هذا اليوم وإن الله عزوجل يبث ملائكته في أقطار الارض وآفاقها يقول لهم: سددوا عبادي وأرشدوهم وكلهم يسعد بكم إلا من أبى وتمرد وطغى، فانه يصير في حزب إبليس وجنوده.
عن الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله :
" .. وإن الله عزوجل إذا كان أول يوم من شعبان أمر بأبواب الجنة فتفتح ،
ويأمر شجرة طوبى فتطلع أغصانها على هذه الدنيا، ثم ينادي منادي ربنا عزوجل:
يا عباد الله هذه أغصان شجرة طوبى فتعلقوا بها تؤديكم إلى الجنان
وهذه أغصان شجرة الزقوم فإياكم وإياها لا تؤديكم إلى الجحيم، ثم قال :
فوالذي بعثني بالحق نبيا إن من تعاطى بابا من الخير في هذا اليوم فقد تعلق بغصن من أغصان شجرة طوبى فهو مؤديه إلى الجنان ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
فمن تطوع لله بصلاة في هذا اليوم فقد تعلق منه بغصن،
ومن تصدق في هذا اليوم فقد تعلق منه بغصن،
ومن عفا عن مظلمة فقد تعلق منه بغصن،
ومن أصلح بين المرء وزوج والوالد ولده والقريب وقريبه والجار وجاره والاجنبي وأجنبيه فقد تعلق منه بغصن،
ومن خفف عن معسر من دينه أو حط عنه فقد تعلق منه بغصن،
ومن نظر في حسابه فرأى دينا عتيقا قد يئس منه صاحبه فأداه فقد تعلق منه بغصن،
ومن كفل يتيما فقد تعلق منه بغصن، ومن كف سفيها عن عرض مؤمن فقد تعلق منه بغصن،
ومن قعد لذكر الله ولنعمائه يشكره فقد تعلق منه بغصن،
ومن عاد مريضا ومن شيع فيه جنازة ومن عزى فيه مصابا فقد تعلق منه بغصن،
ومن بر فيه والديه أو أحدهما في هذا اليوم فقد تعلق منه بغصن،
ومن كان أسخطهما قبل هذا اليوم فأرضاهما في هذا اليوم فقد تعلق منه بغصن،
وكذلك من فعل شيئا من سائر أبواب الخير في هذا اليوم فقد تعلق منه بغصن.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
والذي بعثني بالحق نبيا وإن من تعاطى بابا من الشر والعصيان في هذا اليوم فقد تعلق بغصن من أغصان الزقوم فهو مؤديه إلى النار، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
والذي بعثني بالحق نبيا فمن قصر في صلاته المفروضة وضيعها فقد تعلق بغصن منه،
ومن جاءه في هذا اليوم فقير ضعيف يشكو إليه سوء حاله وهو يقدر على تغيير حاله من غير ضرر يلحقه وليس هناك من ينوب عنه ويقوم مقامه فتركه يضيع ويعطب ولم يأخذ بيده فقد تعلق بغصن منه،
ومن اعتذر إليه مسئ فلم يعذره ثم لم يقتصر به على قدر عقوبة إساءته بل أربى عليه فقد تعلق بغصن منه،
ومن أفسد بين المرء وزوجه، أو الوالد وولده، أو الاخ وأخيه، أو القريب وقريبه، أوبين جارين أو خليطين أو أجنبيين فقد تعلق بغصن منه،
ومن شدد على معسر وهو يعلم إعساره فزاد غيظا وبلاء فقد تعلق بغصن منه،
ومن كان عليه دين فكسره على صاحبه وتعدى عليه حتى أبطل دينه فقد تعلق بغصن منه،
ومن جفى يتيما وآذاه وتهضم ماله فقد تعلق بغصن منه،
ومن وقع في عرض أخيه المؤمن وحمل الناس على ذلك فقد تعلق بغصن منه،
ومن تغنى بغناء حرام يبعث فيه على المعاصي فقد تعلق بغصن منه،
ومن قعد يعدد قبائح أفعاله في الحروب وأنواع ظلمه لعباد الله فافتخر بها فقد تعلق بغصن منه
ومن كان جاره مريضا فترك عيادته استخفافا بحقه فقد تعلق بغصن منه،
ومن مات جاره فترك تشييع جنازته تهاونا به فقد تعلق بغصن منه،
ومن أعرض عن مصاب وجفاه إزراء عليه واستصغارا له فقد تعلق بغصن منه،
ومن عق والديه أو أحدهما فقد تعلق بغصن منه،
ومن كان قبل ذلك عاقا لهما فلم يرضهما في هذا اليوم وهو يقدر على ذلك فقد تعلق بغصن منه،
وكذا من فعل شيئا من سائر أبواب الشر فقد تعلق بغصن منه،
والذي بعثني بالحق نبيا إن المتعلقين بأغصان شجرة الزقوم تخفضهم تلك الاغصان إلى الجحيم. ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وآله طرفه إلى السماء مليا وجعل يضحك ويستبشر، ثم خفض طرفه إلى الارض فجعل يقطب ويعبس.
ثم أقبل على أصحابه ثم قال:
والذي بعث محمدا بالحق نبيا لقد رأيت شجرة طوبى ترتفع أغصانها وترفع المتعلقين بها إلى الجنة، ورأيت منهم من تعلق منها بغصن ومنهم من تعلق بغصنين أو بأغصان على حسب اشتمالهم على الطاعات، وإني لارى زيد بن حارثة فقد تعلق بعامة أغصانها فهي ترفعه إلى أعلى علائها فبذلك ضحكت و استبشرت، ثم نظرت إلى الارض فوالذي بعثني بالحق نبيا لقد رأيت شجرة الزقوم تنخفض أغصانها وتخفض المتعلقين بها إلى الجحيم، ورأيت منهم من تعلق بغصن، ومنهم من تعلق بغصنين، أو بأغصان على حسب اشتمالهم على القبائح، وإني لارى بعض المنافقين قد تعلق بعامة أغصانها فهي تخفضه إلى أسفل دركاتها فلذلك عبست وقطبت.
ثم أعاد رسول الله صلى الله عليه وآله بصره إلى السماء ينظر إليها مليا وهو يضحك ويستبشر، وإلى الارض ينظر إليها مليا وهو يقطب ويعبس، ثم أقبل على أصحابه فقال:
يا عباد الله أما لو رأيتم ما رآه نبيكم محمد إذا لا ظمأتم لله بالنهار أكبادكم، ولجوعتم له بطونكم ولا سهرتم له ليلكم، ولانصبتم فيه أقدامكم وأبدانكم، ولانفذتم بالصدقة أموالكم، وعرضتم للتلف في الجهاد أرواحكم، قالوا: وما هو يا رسول الله فداك الآباء والامهات والبنون والبنات والاهلون والقرابات ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وآله: والذي بعثني بالحق نبيا لقد رأيت تلك الاغصان من شجرة طوبى عادت إلى الجنة فنادى منادي ربنا خزانها: يا ملائكتي انظروا كل من تعلق بغصن من أغصان طوبى في هذا اليوم فانظروا إلى مقدار منتهى ظل ذلك الغصن فأعطوه من جميع الجوانب مثل مساحته قصورا ودورا وخيرات، فأعطوا ذلك، فمنهم من اعطي مسيرة ألف سنة من كل جانب، ومنهم من اعطي ضعفه، ومنهم من أعطي ثلاثة أضعافه، أو أربعة أضعافه، أو أكثر من ذلك على قدر قوة إيمانهم وجلالة أعمالهم، ولقد رأيت صاحبكم زيد بن حارثة اعطي ألف ضعف ما اعطي جميعهم على قدر فضله عليهم في قوة الايمان وجلالة الاعمال، فلذلك ضحكت واستبشرت، ولقد رأيت تلك الاغصان من شجرة الزقوم عادت إلى النار فنادى منادي ربنا خزانها: انظروا كل من تعلق بغصن من أغصان شجرة الزقوم في هذا اليوم فانظروا إلى منتهى مبلغ حر ذلك الغصن وظلمته فابنوا له مقاعد من النار من جميع الجوانب مثل مساحته قصور نيران وبقاع نيران وحيات وعقارب وسلاسل وأغلال و قيود وأنكال يعذب بها، فمنهم من اعدله فيها مسيرة سنة، أو سنتين، أو مائة سنة، أو أكثر على قدر ضعف إيمانهم وسوء أعمالهم، ولقد رأيت لبعض المنافقين ألف صعف ما اعطي جميعهم على قدر زيادة كفره وشره فلذلك قطبت